الراي نيوز - «وجهتني «خرائط جوجل» إلى سلوك شارع في إحدى طرق عمان، لأتفاجأ بشرطي مرور يقف في نهايته، طالبا مني التوقف، استفسرت منه عن السبب، أجابني بأنني أعبر شارع ممنوع المرور به، وخالفني!»
كانت هذه إحدى تجارب «غيث حسين» مع «خرائط جوجل» التي رواها إلى الرأي، مبينا أنه لم يلحظ إشارة ممنوع المرور التي أشار الشرطي إليها. لافتا هنا، إلى أن ذلك حصل مع سائق توصيل كان خلفه في ذلك الوقت، وحُررت له مخالفة، حيث وقع ضحية خطأ توجيه «خرائط جوجل» أيضا!
وشدد «غيث» على أنه يعتمد على «خرائط جوجل» في كثير من رحلاته؛ اختصارا للوقت، وليسلك طريقا مختصرة تبعده عن الشوارع التي تشهد اكتظاظا في الوقت الذي يوجد فيه، إلا أنها تخطئ في بعض الأحيان.
يتقاطع «غيث» مع كثير من السائقين الذين يتعرضون لمشكلات توجيهات خاطئة على «خرائط جوجل»، كأن توجههم لأن يسلكون شارعا معينا، ليكتشفوا بأنها منطقة مهجورة، أو شارع عكس الاتجاه، أو منطقة جرت تحويلات فيها على أرض الواقع ولم تجرَ تعديلات على الخرائط ذاتها، ما يعرضهم للتأخير والارتباك بحثا عن طريق بديل.
في السياق ذاته، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لسيارة أكملت مسيرها على درج، بعد توصية الخرائط أن هناك مخرجا للطريق إلى شارع المدينة الرياضية، ما أثارت تفاعل مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الأخطاء التي تحصل، إحدى أسبابها يعود لوجود حلقة وصل مفقودة ما بين الهيئات المعنية في الأردن وشركة «جوجل»، ومنها «أمانة عمان الكبرى» التي ترمي اللوم على الشركة واصفة إياها بـ ـ«غير المتعاونة»، لترد الشركة بأن طريقة تواصلهم معها قد تكون خاطئة، مبينة في الوقت ذاته الطريقة الصحيحة.
وبعدما استفسرت الرأي من «جوجل»، عمّا إذا وصلها طلب الهيئات لإجراء التحديثات، فضلا عن إعطائهم حق الرد على «عدم التعاون»، ردوا مستفسرين عن طريقة التواصل التي اتبعتها «أمانة عمان» معها؛ لمعرفة الخلل، إلا أن الأمانة لم تجب عن الاستفسارات بالرغم من طرح «الرأي» السؤال عليها أكثر من مرة.
«طريقة التواصل الصحيحة»
وفي التفاصيل، يذكر متحدث من «جوجل» استخدامهم لعدة مصادر لتحديث الخريطة، من ضمنها «مصادر جهات خارجية، وتعديلات المستخدمين، ومعلومات الهيئات الحكومية المحلية، بالإضافة إلى الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية وأخرى مستخدمة لميزة التجول الافتراضي».
ويشدد في ردّه على استفسارات «الرأي»، عبر الإيميل الذي أرسلته إلى شركتها المسؤولة عن خدماتها في الشرق الأوسط، المقامة في إمارة «دبي» العربية، على استعدادهم الدائم للتعاون مع مصادر موثوقة جديدة لتوفير المعلومات الأكثر موثوقية للمستخدمين حول العالم.
وذكر المتحدث طريقة التواصل الصحيحة لكل من الهيئات الرسمية والمستخدمين، عندما يريدون إجراء تحديثات على الخريطة، أنها عبر الرابط
https://contentpartners.maps.google.com/welcome
ونظرا لأن «جوجل» تحصل على التحديثات من جهات مسؤولة داخل الأردن، توجهت «الرأي» باستفساراتها إلى أمانة «عمّان» الكبرى للسؤال عن الطرق داخل عمان، والذي بدوره بين الناطق الإعلامي باسم أمانة عمان ناصر الرحامنة أن الأمانة حاولت التواصل مع الشركة، إلا أنها لم تستجب.
ويذكر في حديثه إلى «الرأي» أن الأمانة حاولت التواصل مع الشركة أكثر من مرة ولأكثر من عام لأن يكون هناك تواصل دائم ومباشر معهم ليتم إبلاغهم عن التحديثات التي تجريها على الطرق، إلا أن الأمانة لم تلقَ أي تجاوب من الشركة.
ويشدد الرحامنة على أن الأمانة وبياناتها جاهزة لتزويد «جوجل» بها؛ لتعديل الأخطاء، مشيرا هنا، إلى أن الأمانة قد تلقت عدة شكاوى في هذا المجال وتسعى لحلها.
«عوامل مختلفة»
من جانبه، يقول ريادي الأعمال والمختص بالتقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي رامي الدماطي إن «خرائط جوجل» تعتمد على العديد من المصادر والتقنيات لتوفير معلومات دقيقة حول الطرق والمسارات.
ويشير في حديثه إلى «الرأي» إلى أنه قد تحدث أخطاء في «خرائط جوجل» أحيانًا؛ لعوامل مختلفة، منها «تحديثات غير محدثة، وإذا لم يتم تحديث البيانات بانتظام من المصادر المختلفة، قد تظهر معلومات قديمة أو غير صحيحة على الخريطة».
ويتابع أن التقارير أو التصرفات الخاطئة من المستخدمين إحدى العوامل التي تتسبب بحدوث خطأ كأن يقوم بعض المستخدمين بتقديم تقارير غير دقيقة عن التغييرات على الطرق، أو التصرف بشكل خاطئ مثل دخول طريق ممنوع بشكل مستمر ومن أكثر من شخص، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ظهور معلومات غير صحيحة على الخريطة.
ويذكر أن تعقيدات البنية التحتية إحدى العوامل، وقد تكون هناك تحديات في جمع البيانات بسبب تعقيدات البنية التحتية مثل الأماكن النائية أو الأماكن التي تفتقر إلى تغطية جيدة لإشارات GPS.
ويشير إلى أن التغييرات السريعة تساهم في حدوث خطأ أيضا، إذ أنه في بعض الأحيان، تحدث تغييرات سريعة على الطرق مثل حوادث مرورية أو تحويلات مؤقتة، وقد لا تتم ملاحظتها على الفور من قبل النظام.
ويلفت الدماطي إلى أنه يمكن للمستخدمين تقديم تقارير لإصلاح أي معلومات خاطئة يكتشفونها على الخريطة.
ويفسر دماطي سبب توجيه خرائط جوجل للسيارة لإكمال مسيرها على الدرج، كما ظهرت في الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه قد يعود إلى سائقي شركات التوصيل على الدراجات.
ويتابع أن هؤلاء السائقين يسلكون الدرج اختصارا للطريق، وبالتالي افترضت «جوجل» بأنه شارع، لافتا هنا، إلى أن التطبيق لا يميز فيما إذا تم تشغيله داخل سيارة أو دراجة، إلا إذا وضع ذلك في الإعدادات.الراي